اللغة التِجْرِية
(بالحروف الجعزية ትግረ تِجرِ أو ትግሬتِجري) هي إحدى اللغات الإفريقية الآسيوية من الفرع السامي وتجد أصلها في اللغة السبئية من جنوب شبه الجزيرة العربية أو الجعزية، الجئزية Ge'ez القديمة. يتحدث بها حوالي 3,015,488 شخص معظمهم فيإرتريا.[1]
كما تعرف أيضاً باسم التِقْرِي أو التِقْرَأيِتْ أو التِجْرَأيِتْ (الجيم معجم يُنطق مثل الجيم باللهجة المصرية والقاف مثل الكاف المنصوبة باللهجة المغربية أو القاف باللهجة السودانية)، وهي واحدة من اللغات الإريترية الرسمية التسع وتستخدم في المنخفضات الإريترية الشرقية والغربية والسواحل البحرية شمال مصوع وجزر دهلك الإرترية والمنطقة الشرقية في السودان وسط قبائل الحباب وقبائل الماريا والبني عامر.
أصلها
تنتمى لغة الجعز أو الجئز التي تنبثق عنها اللغة التجرية إلى مجموعة اللغات السامية الجنوبية. وتعتبر سبأ موطن الجئز واحدة من أكبر أربع حضارات عاشت في جنوب شبه الجزيرة العربية في الفترة ما بين سنة 1100 – 10000 قبل الميلاد وإنهارت قبل حوالي خمسة قرون قبل الميلاد بسبب الغزوات التي كانت تتعرض لها من جانب الفرس والدولة الحمرية.
هاجر السبئيون بعد كارثة انهيار سد مأرب وما تلتها من موجة جفاف ومجاعات وشح في موارد المياه من ديارهم شمالا ًإلى بلاد العرب وشرقاُ عبر البحر إلى أفريقيا الشرقية ومن بينها بلاد الحبشة حيث امتزجوا بالسكان الأصلين، ونمت من هذا التمازج حضارة أكسوم في المنطقة التي تعرف اليوم بإريتريا و شمال إثيوبيا. ومن بين ما جلبه معهم المهاجرون الوافدون من اليمن إلى تلك الجهات لغة سبأ التي عرفت في الحبشة باسم جعز أو جئز، نسبة إلى القبيلة التي كانت تتخاطب بها. اختفت اللغة الجئزية كلغة حية في حوالي سنة 1000 ميلادية ولكنها بقيت لغة طقوس دينية في الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية. وتنتمى اللغة الجئزية شأنها شأن اللغة العربية إلى اللغات السامية الأخرى مثل اللغات الأكادية والكنعانية والعبرية والآرامية.
انحدرت من اللغة الجئزية اللغات الإريترية والإثيوبية : التجري، والتجرنيا في الشمال والتجراي والأمهرية، والهررية، والقراقية، والأرقوبية، والقافاتية (لغة مندثرة) في الجنوب.[2] وهناك فرق واضح بين هذه اللغات ولكن تجمعها بعض السمات المشتركة نسبة لانتمائها إلى اللغة الجئزية[3] وتعد لغة التجري الأقرب إلى لغة الجئز في كلماتها وتركيبها اللغوي من بين اللغات الأخرى خاصة الأمهرية والتجرينيا.
علاقتها باللغة العربية
مع انتشار الإسلام بين الناطقين بلغة التجري في فجر الإسلام امتزجت التجري باللغة العربية. ونسبة لإصولها السامية وقرب منطقة التخاطب بها جغرافياً من شبه الجزيرة العربية، فقد حدث لها تمازجاً عميقاً مع اللغة العربية، حيث يعتبر حوالي الثلث من كلماتها ومفرداتها بأنه موروث من اللغة العربية.[4]
تعليقات
إرسال تعليق